مدخل التزكية المقطع الأول من سورة الحجرات للثانية إعدادي (1 إلى 8)

1ـ وضعية مشكلة:

كانت لدى دعاء صديقة تدرس معها ملتزمة تتابع دراستها بجد واجتهاد، إلى أن تعرفت على زميلة لها أخرى في الفصل معروفة بتهاونها وتقصيرها في دراستها ودناءة خلقها، فأصبحت تتبعها في كل حركة وسكنة وتتغيب عن حصصها الدراسية كل يوم.. فأرادت دعاء أن تنصحها بالابتعاد عنها والجد في دراستها انطلاقاً من باب الأخوة الإيمانية الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. إلا أن سمير نصحها بأن تتركها وحالها لإن ذلك ليس من شأنها وليس من حقها عليها بل حق على أبويها فلا شأن لها بذلك.

مشكلة الوضعية: 

اختلاف الآراء حول النصحية هل تعد من حقوق الأخوة الإيمانية أم لا؟

المواقف:

1ـ النصيحة من واجبات الأخوة الإيمانية

2ـ النصيحة ليست من واجبات الاخوة الإيمانية بل واجب الأبوين

2ـ نصوص الإنطلاق:

قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم) سورة الحجرات الآيات 10 ـ 11 ـ12

 المضمون: 

 بيان الله تعالى لبعض الأعمال المتنافية مع الأخوة الإيمانية

المهمة الأولى : مفهوم الأخوة الإيمانية والأعمال المتنافية معها:

1ــ مفهوم الأخوة الإيمانية:

رابطة قوية بين المسلمين على أساس الإيمان والحب في الله تعالى.

2ـ الأعمال المتنافية مع الأخوة الإيمانية:

1.  التنابز بالألقاب: قال تعالى:"وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
2.  سوء الظن قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
3.  التجسس : قال تعالى:(ولا تجسسوا)
4. الغيبة: ، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)

المحور الثاني: بعض الحقوق المترتبة عن الأخوة الإيمانية ومكانتها في الإسلام:

أ ـ حقوق الأخوة الإيمانية:

•  السلام ورد السلام.
•  إجابة الدعوة.
•  النصح عند طلب النصيحة
•  تشميت العاطس.
•  عيادة المريض.
•  اتباع الجنازة.
•  التعاون على طاعة الله.
•  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ.)

ب ـ ثمرات الأخوة الإيمانية:

•  السلامة من العداوة والخصام يوم القيامة قال تعالى:( ٱلْأَخِلَّآءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلْمُتَّقِينَ) الزخرف الآية 67
•  التظلل في عرش الرحمان يوم لا ظل إلا ظله:   فعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله  ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
•  الفوز بمحبة الله تعالى فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: «أن رجلا زَارَ أخًا له في قرية أخرى، فأَرْصَدَ الله -تعالى- على مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تَرُبُّهَا عليه؟ قال: لا، غيرَ أني أَحْبَبْتُهُ في الله -تعالى-، قال: فإني رسولُ الله إليك بأنَّ الله قد أَحَبَّكَ كما أَحْبَبْتَهُ فيه».

القيم المستفادة من الدرس:

ـ التوحيد

ـ الإيمان

ـ المحبة

ـ الإحسان...