نص الإنطلاق:
قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [سورة الحشر الآية 7]
المحور الأول: مفهوم الدين والتدين والفرق بينهما
1. مفهوم الدين:
هو
مجموع الأوامر الإلهية التي شرعها الله عز
وجل لعباده من عقيدة و عبادة و معاملات و
غيرها لتنظيم العلاقة بين البشر و مع
خالقهم و أنفسهم.
| قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا)
2. مفهوم التدين:
هو تطبيق و ممارسة الأوامر الإلهية و التزام بالتشريعات و الأحكام التي جاءنا بها
الرسول ﷺ عن طريق
الله تعالى.
3. الفرق بين الدين والتدين:
بناء على ما سبق يتضح أن الفرق
بين الدين والتدين يكمن في الآتي:
- الدين هدي من الله
- أمال
التدين فهو تفاعل الإنسان مع الدين، فهو كسب بشري وتطبيق للهدي الإلهي.
المحور الثاني: أثر الدين
والتدين على حياة الفرد والمجتمع
1ـ أثر التدين على حياة الفرد
- تحقيق طمأنينة النفس وسكينتها، قال تعالى: (وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم) «آل عمران 26». وقال تعالى: (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ)
- شعور المتعبد بعزة النفس والكرامة، فيدرك قيمته في الوجود. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُون) المنافقون:8
- شعور المتدين بالحرية. والتحرر من كل القيود والاستسلام لله تعالى قال ربعي بن عامر رضي الله عنه لما بعثه النبي إلى ملك الفرس وسأله ما الذي جاء بكم؟ فقال: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضيَ إلى موعود الله)
2ـ أثر التدين على حياة المجتمع
- تقوية الروابط الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع بحيث يتجاوز اللون والعرق والدم ويوحد المجتمع على قلب رجل واحد، قال ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
- تنظيم حياة الناس وفق شرع الله الحكيم الذي يضمن الاستقرار والأمن للمجتمع، قال جفعر بن أبي طالب للنجاشي: (أيها الملك ! كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله عز وجل إلينا نبيا ورسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام والحج من استطاع إليه سبيلا قالت : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه ، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به ، فعبدنا الله وحده)
القيم المستفادة من الدرس:
- التوحيد
- الإيمان
- المحبة
- الرحمة
- الإحسان