نص الإنطلاق:
قَالَ ﷺ: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)التحليل: المحور الأول: مفهوم الهجرة المتجددة وأنواعها
1ـ مفهوم الهجرةالمتجددة:
هي هجرة
المسلم للذنوب والمعاصي وفعل الطاعات والحسنات، وسميت بالمتجددة لأنها مستمرة في
كل وقت وحين ولا تنقطع إلى يوم القيامة.
2ـ أنواعها:
تنقسم
الهجرة إلى قسمين:
1. هجرة الأبدان (المكانية): وتعني: مفارقة الشخص مكاناً إلى مكان آخر حفاظاً على دينه ومعتقده، وقد انتهت هذه الهجرة في زمن النبيﷺ. قال ﷺ:(لا هجرة بعد الفتح)
2. هجرة القلوب(المعنوية): انتقال المسلم من حال الذنوب والانحراف إلى حال التوبة والاستقامة، وهي مستمرة في حياة كل مسلم قال ﷺ: ﴿ولا تنقطع الهجرة ما تُقُبِـلت التوبة)
المحور الثاني: مظاهر الهجرة
المتجددة
مظاهرها:
- هجر المعاصي وسائر الأعمال السيئة إلى الطاعات. قال ﷺ: (والمُهاجِرُ مَن هجَرَ الخطايَا والذُّنوبَ) أخرجه أبو داود
- هجر ما يفسد العقل من الشبهات والخرافات إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة.قال تعالى: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)
- هجر العصاة ورفقاء السوء ومجالسهم إلى أهل العلم والفضل والخير والصلاح.. قال ﷺ: (الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) [أخرجه أبو داود بإسناد صحيح].
- هجر الكذب والباطل إلى الصدق والحق. عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
- هجر التفريط والكسل والانحراف إلى الجد والعمل والاستقامة.قال عز وجل: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِے عِلْما ) طه: 111
- هجر الكبر والخيلاء والسخرية والأنانية إلى التواضع والاحترام والإيثار قال ﷺ «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)
ثمرات الهجرة المتجددة:
- مغفرة الذنوب وتكفير السيئات قال تعالى: يأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَي اَ۬للَّهِ تَوْبَةٗ نَّصُوحاً عَس۪يٰ رَبُّكُمُۥٓ أَنْ يُّكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّٰتٖ تَجْرِے مِن تَحْتِهَا اَ۬لَانْهَٰرُ( التحريم: 8
- الفوز بالجنة ونيل رضا الله
- كف الأذى عن النفي والناس قال ﷺ: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)
القيم المستفادة:
- التوحيد
- الإخلاص
- المحبة
- الصدق
- الاستقامة