تمهيد للقطع القرآني:
بعدما تحدث الله تعالى في الشطر الأول عن مجموعة من الأخلاق الخاصة التي أطرت سلوك الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الله تعالى حديثه في هذ الشطر عن مجموعة من الأخلاق العامة التي تؤطر سلوك المسلمين من بعضهم البعض، بادئاً بالحث على وجوب الإصلاح بين الفئتين المتنازعتين وردع الفئة التي تأبى الرجوع إلى جادة الصواب، وبيانه تعالى مجموعة من الآفات الاجتماعية التي تتنافى مع وشيجة الترابط الأخوي،داعياُ في الأخير إلى تحقيق التعارف والتعايش تبعاً لوحدة الأصل البشري.
- فما هي الأخلاق المتنافية مع الأخوة الإيمانية؟
- وما مقياس التفاضل بين بني البشر؟
2. نص المقطع القرآني:
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ]
3. القاعدة التجويدية:
- مفهومه: هو إخفاء نطق النون الساكنة أو التنوين بشكل متوسط بين الإظهار والإدغام بغنة إذا جاء بعدهما أحد الحروف الخمسة العشر المجموعة في أوائل الكلمات التالية:
- أمثلة: إخوةٌ فأصلحوا ـ من قوم ـ لا تلمزوا أنفسكم...
4. شرح المفردات:
المفردة |
شرحها حسب السياق |
بغت: |
إعتدت |
تفيئ : |
ترجع |
أقسطوا: |
إعدلوا بين الناس |
تلمزوا:
|
لا يعب بعضكم على بعض بالإشارة أو
التعبير باللسان قصد التحقير |
تبنابزوا بالألقاب: |
التعاير بألقاب السوء |
إقتتلوا: |
تخاصموا |
سوء الظن: |
اتهام الناس بغير دليل في أخلاقهم
وسلوكاتهم |
التجسس:
|
الاطلاع على عورات الناس وانتهاك خصوصياتهم |
لا يغتب بعضكم: |
الغيبة:ذكرك أخاك بما يكره في
غيبته |
5. استخراج المضامين:
المضمون العام للمقطع:
المضامين الجزئية للآيات
- الآية9: بيان الله تعالى وجوب التدخل بين المؤمنين حالة حدوث خصام بينهم بالعدل وزجر الفئة الظالمة الطاغية حتى ترجع إلى جادة الصواب.
- الآية 10: أمره تعالى المؤمنين بالصلح فيما بينهم والحث على تقواه وطاعته طمعاً في رحمته ومغفرته.
- الآيات (11 إلى 12): بيان الله تعالى بعض الأعمال(الأخلاق) المتنافية مع الاخوة الإيمانية (التنابز بالألقاب ـ التجسس ـ الغيبة ـ سوء الظن...)
- الآية (13): تذكير الله تعالى المؤمنين بأصلهم البشري الداعي إلى تحقيق التعارف ،مع بيان مقياس التفاضل بينهم.
6. الأحكام الشرعية والدروس والعبر:
- وجوب الإصلاح بين المسلمين عند الخصام والعدل معهم
- مصلحة المؤمنين في وحدتهم وتماسكهم، وليس في تفرقهم وتنازعهم
- النهي عن التعايربالألقاب بين المؤمنين
- النهي عن التجسس وتتبع عورات المؤمنين
- النهي عن السخرية واستهزاء المؤمنين ببعضهم البعض.
- وجوب تقوى الله تعالى وطاعته
- الناس سواسية في الأصل البشري ولا تفرق بينهم إلا التقوى.
7. القيم المستفادة:
- التوحيد
- الإيمان
- التقوى
- الرحمة
- العدل
- التعارف